عقبة بن نافع هو قائد جيوش الفتح الإسلامي للمغرب العربي، والتي انطلقت بعد أن تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة الإسلامية، حيث شارك عقبة بن نافع مع عمر بن العاص الفتوحات الإسلامية في مصر وما بعدها إلى جهة المغرب العربي، ولكن الفتوحات الإسلامي قد توقفت وقتها وبقي عقبة بن نافع في منطقة برقة بعد أن عاد عمرو بن العاص إلى الفسطاط (مصر)، وتجدر الإشارة إلى أن توقف الفتوحات الإسلامية في ذلك الوقت يعود إلى الفتنة التي وقعت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.[١]


استمر عقبة بن نافع في الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب ما يقاب 40 عامًا، وقد تمكن خلالها من فتح شمال أفريقيا بالكامل حتى المحيط الأطلسي، وللتعرف على أبرز المحطات في فتح عقبة بن نافع لبلاد المغرب سنستكمل هذا المقال لذكر أبرزها.


من هو عقبة بن نافع؟

هو عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عام بن أمية القرشي، وقد ولد بالعام الذي سبق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك فهو يعد صحابي المولد، وليس من صاحبة رسول الله، وتجدر الإشارة إلى أن عقبة نشأ في بيئة إسلامية، حيث إن والده من السابقين في الإسلام، وقد تأثرت شخصيته بهذه البيئة السليمة التي نشأ فيها، وقد شارك في الفتوحات الإسلامية مع عمرو بن العاص الذي تجمعهما قرابة لم يتم تحديد طبيعتها، إذ يقال إنهم إخوان من جانب الأم، ويقول آخرون أنهم أبناء خالات.[٢]


بداية الفتح الإسلامي لبلاد المغرب

كانت بداية الفتح الإسلامي لبلاد المغرب من المنطقة التي كانت تعرف قديمًا أفريقيا، وهي ما يعرف الآن بتونس، حيث هاجم عقبة بجيوش المسلمين المدن البيزنطية الساحلية والقريبة من الساحل، وقد تمكن من دك حصونها، وبعد فتح أفريقيا، قام عقبة ببناء مدينة القيروان لتكون مقراً للمسلمين ونقطة انطلاق للفتوحات الإسلامية للمغرب الأدنى (ليبيا) والمغرب الأوسط (الجزائر) والمغرب الأقصى (المغرب)، وبذلك يظهر أن عقبة بن نافع لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان مخططًا استراتيجيًا له فضل كبير في استمرار الفتوحات الإسلامية للمغرب العربي.[٢][٣]


حملة عقبة بن نافع من القيروان إلى المحيط الأطلسي

جمع عقبة بن نافع الجيوش الإسلامية من الصحابة والتابعين وكذلك ممن أسلموا من أفريقيا، حتى ينطلق في حملة واحدة لفتح بلاد المغرب كاملة، وكان ذلك بعد تأسيس مدينة القيروان واستقرار أمر المسلمين فيها، وقد كان يختار عقبة مهاجمة المدن الرئيسية وعواصم الممالك في تلك المناطق، وكان من بين المدن التي هاجمها وقتها كل من تاهرت، وأربه، وطنجة، ودرعة، وتافللت، وأغمات، وايجلي، وإيفران، وماسة.


لم تكن فتوحات عقبة بن نافع جميعها تتضمن قتالًا، حيث إن عدة مدن ومناطق أعلنت إسلامها وإطاعة عقبة دون قتال، وقد اتخذ عقبة نهج للحفاظ على حديثي العهد بالإسلام من الردة، حيث إذ كان يختار واليًا عليهم منهم حتى يضمن ولاءهم، ولا بد من التنويه إلى أن عقبة بن نافع عن بلوغه سلسلة جبال أطلس، سار بالفتوحات من الجانب الجنوبي، حتى بلغ أقصى الغرب عند المحيط الأطلسي، ثم عاد بالفتوحات من الجانب الشمالي على ساحل البحر الأبيض المتوسط.[٢][٣]


استشهاد عقبة بن نافع

نال عقبة بن نافع الشهادة كما كان يتمنى، وذلك في العام 63 هجري، وكان عمره وقتها 64 عاماً، حيث تعرض لكمين من الروم والبربر وهو عائد من إحدى حملات الفتح إلى بلاد المغرب، وحدث ذلك في قرية تدعى تهودة، أما عن قصة الكمين، فقد اعتاد عقبة بن نافع عند الغزو أن يكون في مقدمة الجيش، ولكن في رحلة العودة يكون في آخر فرقة للجيش، ولما علم الروم البربر بهذا الأمر أكمنوا له في تهودة، وقد جمعوا له جيشًا يقارب خمسين ألفاً، ولم يكن معه سوى 300 فارس وقتها من الصحابة والتابعين، وقد صمدوا حتى استشهدوا جميعًا.[٢][٣]


المراجع

  1. "عقبة بن نافع... قدوة المجاهدين الأفـذاذ"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2024. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "عقبة بن نافع.. الفاتح المُستجاب"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2024. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "Islamic Conquest of the Maghreb", courses.lumenlearning, Retrieved 25/2/2024. Edited.