يعود تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى القرن الثامن الميلادية على يد الأدارسة، إذ قام إدريس الأول في العام 789 بتأسيس مدينة فاس على أحد جانبي (ضفتي) وادي فاس، وقد كانت بلدة صغيرة خلال حكم إدريس الأول وفي عهد إدريس الثاني، تم بناء بلدة أخرى على الضفة المقابلة للوادي، والتي أخذت بالازدهار والتطور، وأصبحت مدينة كبيرة وحقيقية، وتجدر الإشارة إلى أن الذي شجع الأدارسة على اختيار هذا الموقع هو وفرة مياه الينابيع والتي كانت من أهم العوامل التي ساهم في تطور واستمرار هذه المدينة على مر السنين.[١]


وللتعرف بشكل أفضل على مدينة فاس وتاريخها العريق، سنستكمل هذا المقال لتوضيح أهم المعلومات المتعلقة بتاريخ مدينة فاس.


تاريخ مدينة فاس

فيما يلي توضيح لأهم الأحداث التي مرت على مدينة فاس منذ تأسيسها:


تأسيس مدينة فاس

كما وضحنا في المقدمة، فإن مدينة فاس أسست على يد الأدارسة في القرن الثامن الميلادي، وكانت المدينة في بداية عهدها عبارة عن حصنين على جانبي وادي فاس، الحصن الأول الذي أسس من قبل إدريس الأول أطلق عليه اسم مدينة فاس، أما الحصن الثاني الذي أسسه إدريس الثاني على الجانب الآخر من الوادي، فأطلق عليه العليا، في بداية الأمر كانت كل من الحصنين مقر للعائلة الإدريسية وأتباعها، وكان أول تطور وتوسع للمدينة في العام 818م تقريبًا حديث قدمت ما يقارب 800 عائلة من الأندلس، والتي تم طردها من قبل الدولة الأموية في الأندلس.[١]


أما التطور الثاني، فكان بعدها بفترة قصيرة، إذ جاء ما يقارب 2000 عائلة من مدينة القيروان التونسية، واستقروا في مدينة فاس، ساهم قدوم القيروانيين بتطور مدينة فاس بشكل كبير، حيث جاءوا مزودين بالحرف والعلوم التي جعلت المدينة تزدهر، وقد أسس ما يعرف بجامعة القيرويين وهي أقدم جامعة دينية على مستوى العالم، وبعد هذه الفترة، اشتهرت فاس بكونها مركزاً دينياً وثقافياً في الدولة الإسلامية في بلاد المغرب.


مدينة فاس في العصور الوسطى

شهدت مدينة فاس تغيير جذري في القرن الحادي عشر، إذ تم توحيد الحصنين على جانبي الواحد من خلال تدمير الأسوار الفاصلة بينهما، وهكذا أصبحت فاس عاصمة الدولة الإسلامية في المغرب، ولكن سرعان ما وقعت المدينة تحت حكم المرابطين الذين أسسوا مدينة مراكش وجعلوها العاصمة، بعد قرنين من الزمن استولى المرينيون على السلطة في المغرب، وقاموا ببناء المدينة البيضاء بالقرب من مدينة فاس، وأصبح يطلق عليها فاس الجديدة، وعادت مرة أخرى لتصبح عاصمة الدولة الإسلامية في المغرب العربي.[٢]


مع بداية القرن الرابع عشر شهدت مدينة فاس بما فيها فاس القديمة والجديد ازدهارًا واسعًا، وكان الفضل في ذلك لوجود جامعة القيرويين، وكذلك لوقوع المدينة على طرق التجارة ما بين وسط أفريقيا، ودول الأبيض المتوسط.


مدينة فاس ما بعد القرن السادس عشر

تعرضت مدينة فاس في العام 1522م إلى زلزال دمرها بشكل جزئي، وتطلب إعادة بنائها عدة سنوات، وفي تلك الفترة استولت الدولة السعدية على السلطة في المغرب العربي، واختارت أن تكون مراكش عاصمة الدولة مرة أخرى، بقيت فاس مهمشة حتى مطلع القرن التاسع عشر، حيث اتخذها مولاي عبدالله من سلالة العلويين الحاكمة للمغرب مكان لإقامته، وقد قام بإعادة بنائها الكامل لتعود مدينة فاس واحدة من أهم المدن المغربية في العصر الحديث.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "BRIEF HISTORY OF FEZ", moroccoclassictours, Retrieved 25/2/2024. Edited.
  2. "History of Fez & Morocco", algilafes, Retrieved 25/2/2024. Edited.
  3. "HISTORY OF FEZ", voyages-au-maroc, Retrieved 25/2/2024. Edited.