نبذة عن أهرامات ليبيا

تبعد أهرامات ليبا أو أهرامات الحطية نحو 1123 كيلومتراً جنوب مدينة طرابلس وسط الكثبان الرملية، وهي تعد أقل شهرة بكثير من أهرامات مصر رغم أهميتها الحضارية، وقد تم اكتشاف أهرامات ليبيا منذ خمسينيات القرن الماضي حيث كانت مدفونة في الرمال، [١] ويمكن الوصول إليها عبر الطريق المار بوادي الآجال انطلاقاً من أوباري، في اتجاه جرمه ومنها إلى الصحراء حيث توجد الأهرامات،

وهي من أندر وأجمل وأكبر القبور في المنطقة، ومن أبرز المعالم السياحية في ليبيا، وتشير الأبحاث إلى وجود أهرامات أصغر في منطقة الخرائق في وادي الآجال بالقرب منها أيضاً. [٢]


تاريخ أهرامات ليبيا

يعود تاريخ هذه الأهرامات إلى عهد الجرمنت وهي إحدى القبائل الليبية الذين سكنوا إقليم فزان منذ القدم، منذ ثلاثة آلاف سنة، ويُعتقد أنهم أسلاف الطوارق الحاليين، وقد أنشؤوا مملكة جرمة وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، وحسب المصادر التاريخية فإن بناء هذه الأهرامات وعددها 20 هرماً قد تم على يد الجرمنت كقبور لهم، كما حفروا على جدران الكهوف مشاهد ورسومات تمثل بعض ملامح الحياة في عصرهم، ويُطلق على هذه القبور محلياً اسم جبانة الحطية، وقد كانت جرمة وفقاً لبعض المصادر في ذلك الوقت مدينة صحراوية تقع على طرق التجارة بين البحر المتوسط وأفريقيا.[١]


‎اما السبب في اتخاذ الشكل الهرمي للقبور إلى مبدأ الدفن جلوساً الذي كان سائداً في ذلك الوقت؛ إذ كان القبر يكون على شكل هرم صغير عريض من الأسفل ويضيق في الأعلى ليضم الرأس.[١]


وصف أهرامات ليبيا

تتشابه أهرامات الحطية مع أهرامات الجيزة بسبب تشابه وظيفتهما معاً، إذ كانت تُستخدم لدفن الموتى؛ فدفن الموتى في الأهرامات كان أمراً شائعاً في تلك الفترة، كما تم وضع شواهد حجرية بأشكال مختلفة عليها، ومنها المثلث رمز الآلهة تانيت، أو على شكل قرنين، أو على شكل الكف، كما تم العثور على بعض الأدوات الفخارية داخل القبور إلى جوار الجثث، [١] وكانت الشواهد توضع من الناحية الغربية أو الناحية الشرقية بمقابلة الشمس. [٢]


وتمتد هذه الأهرامات على منطقة واسعة من الصحراء تبلغ مساحتها حوالي 300 ألف كيلومتر مربع، وقد تم بناؤها وفقاً لخبير الآثار الليبية د.محمود النمس من أحجار اللبن، على شكل حفرة دائرية قطرها يتراوح بين متر وسته أمتار، ويصل ارتفاع الأهرامات إلى نحو خمسة أمتار، ولا يتجاوز عمقها المتر الواحد، وهي مرصوصة من الداخل بجدار من الأحجار.[٢]


وكانت الجثة تدفن عبر وضعها على شكل جنين في حجرة الدفن أسفل الهرم، ثم توضع بعض الأدوات الفخارية غلى جوارها قبل إغلاق القبر عبر وضع حجر أو حجرين فوقه لمنع الحيوانات من الوصول إلى الجثة.[٢]


وقد تم بناء الأهرامات باستخدام الطين والقليل من الحجر، وبطريقة ضرب الباب، والتي فيها يتم عجن الطين وتخميره، ثم وضعه في لبان، قبل صب الطين بين كل حجرين ودكه بقوة، ثم تركه ليجف حتى يتماسك البناء، وتكرار ذلك على كل حائط من الحوائط.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "أهرامات الحطية في ليبيا شاهدة على حضارة الصحراء الكبرى"، صحيفة القدس العربي، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "أهرامات الحطية شاهد على الحضارة الليبية المهملة"، مركز ليبيا المستقبل للإعلام والثقافة، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  3. "إكتشف 5 معلومات مهمة عن أهرامات ليبيا"، موقع بوابة أفريقيا الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.